أمي وحماتي

بعيدا عن التنظير ولايكات المعجبين وشعارات المؤتمرات وكاميرات تصوير المظاهرات والتقارير السنوية وحقوق المرأة  وصور السلفي في بلاد الله، فقد خرجت هذه التدوينة كي أعرفكم على أعظم امرأتين في عالمي الخاص.

ثمة لا شك بأن بعض ذكور الأرض يصفون أمهاتهم بالعظيمات ولا يجدون هذه التدوينة بالشيء الجديد أو الغريب، وثمة لا شك بأن نر بمناسبة يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار عشرات الشعارات التي تنادي بحقوق المرأة، إلا أنه هناك وراء جدران البيوت والغرف المغلقة تعيش الحقيقة. حقيقة تكمن بممارسة الابن الضال كل أساليب العنف ضد أمه، تبدأ من نكرانه لفضلها ومن ثم تتنقل إلى جفاف في الإطراء لتنتهي بالضرب في بعض الأحيان.

تذكروا معي بعضا من تجارب البشرية؛ فمثلا عندما تقول لأمك: كيف حالك؟ تقول: إذا أنت منيح أنا منيحة. إذا أنت ناجح أنا ناجحة، إذا أنت مبسوط أنا مبسوطة. لو للحظة أجريت عملية حسابية بعدد ساعات سهرها مع عدد الأيام وعدد سنوات حياتك حتى كبرت وصرت رجلا تفتخر بك أمام جيرانها وصديقاتها، فماذا سوف تكون النتيجة؟

ومتى آخر مرة أحضرت لها هدية؟ متى آخر مرة قلت لها شكرا ويعطيك العافية، يسلموا إيديك. هل هناك أبسط من تلك الكلمات؟ لكن بالنسبة لها فهي أعظم ما أنتجت اللغة.

إننا لا ندرك ماذا يجري تحديدا وراء كواليس الفيسبوك والصور، فهناك من يصرخ على أمه، وهنالك من يقاطعها، وهنالك من لا يزورها، وهنالك من لا يقول لها قولا كريما، وهنالك من لا يستحق عنائها، وهنالك من يظن أنها أساءت تربيته، وهنالك من يظن أنها كانت مقصرة، وهنالك من يظن أنها لم تكن أمَا جيدة، وهنالك من يضربها، وهنالك من يكرهها، وهنالك من ينكرها وهنالك عشرات القصص.

لن تكفيني تدوينة واحدة ولا مليون لأكتب عن أمي عدلة كرزون وحماتي فاطمة زيداني. غريبة هي الحياة أن تكون حماتي فيها صفات أمي ذاتها. نهر من الكرم لا يتوقف، محيط من العطاء دون انتظار المقابل، حياة مليئة بالتضحيات دون تعب، قوة تحملت عناء العمر، صبر على صحراء الحياة، عظمة لا يمتلكها ملوك العالم، ذكاء وثقافة لا تمتلكها أميرات بلاد العجائب.

فمتى يجب أن تستمتع أمك فيك؟ ومتى ستفتخر أمك فيك؟ ومتى ستقدر قيمة أمك؟ ومتى سوف تصبح إنسانا مع أعظم خلق الله.

هذه تدوينة لإكرام أمي وحماتي في كل يوم.

سائد كرزون

7/3/2015women day-01

أضف تعليق